هو أبو جعفر محمد بن الحسين, ظهر في القرن الحادي عشر للميلاد اهتم بالرياضيات وولع فيها من انتاجه:

كتاب خواص المثلث القائم الزاوية, وكيفية إيجاد الوسط التناسبي بين خطين معلومين بطرق هندسية, وفيها حل المعادلة الآتية: س تربيع = حـ = ص تربيع.

70  البتاني: أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان البتاني الحراني:

هو محمدبن جابر بن سنان الرقي أبو عبد الله الحراني المعروف بالبتاني,رياضي ومهندس عربي إسلامي ولد في بتان من نواحي حران, (852-929) من أقاليم مابين النهرين التي كانت تتبع للعراق وبلدة بتان هي موطن عددمن مشاهير العلماء ومنهم أسرة ثابت بن قرة الحراني (الفكلي الرياضي) وعدد من المترجمين.

تلقى تعليمه الأولي على يدي والده الذي كان منأبرز العلماء لدى الصابئة ونشأ البتاني مسلما, وانتقل إلى الرقة (على الفرات في سوريا حاليا) حيث تلقى تعليما متقدما أهله للبروز كعالم , ومن هذه الناحية ينسب البتاني إلى مدرسة صابئة حران أكثر مما ينسب إلى مدرسة بغداد.

درس مؤلفات بطليموس وأصبح من المتضلعين في علم الهيئة, خالف بطليموس في بعض آرائه وبين الأسباب, وأدخل الجيب واستعمله بدل كلمة الوتر. أصلح قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي وقيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النار, وقد حسب هذه القيمة فوجدها 35 دقيقة و23 درجة وكان خطؤه ضئيلا, وهو أول من عمل الجداول الرياضية لنظير المماس, كان يعرف معادلات المثلثات الكروية الأساسية, وهناك بعض عمليات ونظريات حلها أو عبر عنها اليونان هندسيا وتمكن العرب من حلها والتعبير عنها جبريا.

وعمل البتاني واليا على بلاد الشام , ويبدو أنه عاش فترة في سامراء العراق, ويشتهر البتاني بأنه أمضى معظم حياته يرصد الأجرام السماوية خاصة لدى إقامته في الرقة , وبالرغم من أنه كان لديه اهتمام بالتنجيم (كما كان الحال واستمر بعد البتاني لقرون طويلة) إلا أنه واحد من أعظم الفلكيين والرياضيين العالميين وقد قال فيه الفلكي الفرنسي:  لالاند( البتاني أحد الفكليين العشرين الأئمة الذين ظهروا في العالم) .

لم تكن انجازاته في الر ياضيات أقل أهمية من انجازاته الفلكية فلقد كان أول من استبدل الإشارت والأشرطة اليونانية بالجيوب , كما وضع المفاهيم الحديثة ورموز الدوال في حساب المثلثات, ولذلك يعتبر الأب الروحي لهذا العلم, وفي المثلثات الكروية قدم حلولا ذكية لعدد من المسائل وذلك بالاعتماد على الإسقاط العمودي, وفي مجال الجغرافيا الفكلية ظلت أفكاره معمولا بها في أوروبا احتى القرن الخامس عشر, شأنها في ذلك شأن كثير من انجازاته الفلكية والرياضية, كما أن اكتشافاته الرياضية مهدت السبيل لكثير من التطورات في علوم الفلك والرياضيات, ويذكر أن أفلاطون التيفولي, ترجم عام 1140م, الزيج الصابي (من إنجازات البتاني) إلى اللغة اللاتينية ويضم هذا الزيج أكثر من ستين فصلا تعالج مختلف مسائل الفلك. وقد لاقت مؤلفاته اهتماما خاصا من قبل العالم الرياضي الفلكي الألماني:  يوهان ميلر, والعالم الشهير  : بام ريغيو مونتانوس, (1436-1476) صاحب المؤلفات التي اعتمد عليها كولومبوس وملاحون آخرون , وكان يوهان ميلر من أكبر المهتمين بالجبر وبحساب المثلثات وقد أفاد من أعمال البتاني في حساب المثلثات الكروية بشكل خاص.

ويعد البتاني أول من اخترع النسب المثلثية كما نعرفه اليوم حيث عوض عن الوتر بجيب الزاوية كما استعملالظل وظل تمام الزاوية في حساباته كما أعد أول جدول لقيم ظل التمام بدلالة الدرجات وتعرف القاعدة التالية في حساب المثلثات المستوية بقاعدة البتاني وتقول بأن :

س = ع . حا (90-أ) مقسومة على حا أ= ع.ظتا أ.

وفي مجال الفلك كان البتاني أول من اكتشف السمت ,والنظير وحدد نقطتيهما في السماء , كما اكتشف حركة الأوج الشمسي, وتقدموانحراف المدار الشمسي , وحدد طول السنة الشمسية ب 563 يوما و5 ساعات 46 دقيقة 46 ثانية, أي بقارق دقيقتين و22 ثانية عن القيمة المعاصرة , وله اكتشافات في مجال رصد الخسوف والكسوف وفي تحديد تسارع القمر في حركته خلال قرون من الزمان,واكتشف البتاني أن خط الطولللأوج الشمسي قد زاد بمقدار 16 درجة و47 ثانية منذ عهد بطليموس مما استوجب الاكتشاف الهام لحركة خط الأوج والحضيص الشمسي واكتشاف التغير البطيء في معادلة الوقت, كما حدد البتاني بدقة ملفتة للنظر ميلان فلك البروج عن فلك معدل النهار وأطوال الفصول والفلك (المدار) الحقيقي والمتوسطي للشمس, كما أثبت خطأ بطليموس حيث أشار إلى وجود تغير في القطر الزاوي الظاهري للشمس (مما لم يقبله بطليموس) وأشار إلى الكسوفات الحلقية وقدم عددا من أفلاك (مدارات) القمر والكواكب السيارة , ووضع نظرية مبتكرة وأصيلة لتحديد شروط رؤية الهلال, وتجدر الإشارة إلى أن الفلكي الإنجليزي: دنتورن, أفاد فائدة كبيرة عام 1749م, من ملاحظات البتاني عن الكسوف والخسوف وذلك بصدد تحديده للتسارع الدهري القمري.

وضع البتاني عددا من المؤلفات مازال كثير منها مفقودا, ومن أبرز مؤلفاته كتاب: (الزيج الصابئ, أ والصابئي) الذي ترجمم إلى اللاتينية وطبع في نورنبرغ عام 1537م,  عن علم وعدد النجوم وحركتها , وهو من أعظم كتبه أثرا في الغرب, وقد يكون هذا الكتاب خلاف مصنف آخر يعرف (الفلك العملي) ومن مؤلفاته أيضا: كتاب (معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك) ورسالة في تحقيق أقدار الاتصالات , ومن مصنفات البتاني إصلاح كتاب: (المقالات الأربع ) لبطليموس.