image المشرف العلمي العام


نصيحة المشرف العلمي العام باسم فؤاد الغلاييني



ماجستير إبداع واختراع



المخترع الأشوس / الشيهانة المخترعة



أيتها العنقاء / أيها المحنك



يا مُتحِف / يا ردينة



اللبيبة و المطرسم



السلام عليكم و رحمه الله و بركاته،،



منذ صغري، وأنا في الابتدائي، أذكر ذلك تماماً وكأنه بالأمس، كنت أحب الإبداع والغريب والجديد، ألعب بطريقة مختلفة، أبني مدن وشوارع داخل غرفتي من أخشاب صناديق البرتقال التي كان يحضرها أبي، وألعب داخل تلك المدن مع إخوتي لأيام متوالية. كما فككت وأتلفت ألعابي الآلية الجديدة بحثا عن قطعها الداخلية والمغناطيس الداخلي، أنظر حولي وأفكر بطريقة مختلفة ومنظمة.



أذكر أنني أخذت قرارات حاسمة و أنا ابن عشرة أعوام وطبقتها فعلا وأنا كبير إلى ساعة قراءتك لهذه الكلمة! كنت أبحث عن المجهول، ولا أطيق التقليد. إنها صفة لازمتني منذ صغري حتى الآن، ولا أخفيكم سرا: أنها سببت لي مشاكل مع الآخرين أحيانا، لعدم فهمهم منطق تفكيري. لم أجد من يرعى نواة الاختراع في صغري، عدا أستاذي للغة العربية سليمان الخطيب حفظه الله وآخرين في المدرسة المتوسطة، وأستاذ الكيمياء محمد قاسم رحمه الله في الثانوية على قلة إمكانياتهم المادية حينها، حيث وفروا لي دعما نفسيا كبيراً لازمني تأثيره حتى الآن.



دخلت الجامعة واستمرت الأحداث في حياتي متلونة، لكنني كنت أرنو للأعلى وأناطح كبير الأفكار، حتى قدمت لماجستير إدارة الأعمال في جامعة غرب سيدني، وصدمت بما عرفته عن عناصر هذا التخصص، وسألت نفسي: هل أضيع سنة ونصف من عمري لأتعلم سلطة مواد في التسويق والمحاسبة والسلوك الإداري والعمليات......إلى آخره، هكذا نظرت لماجستير إدارة الأعمال، أوقفته! وبحثت عن تخصص نادر– طبيعتي في البحث عن الغريب دائما- فوجدت ماجستير الإبداع في جامعة ولونجونج في سيدني. آه،، عندها أحسست أنني وجدت عقلي ونفسي فيه. استمتعت في أبحاثه أيما متعة، ومنه بدأت قصة مشروعي هذا الذي يشاركني فيه بحول الله مخترعي العالم العربي، وكان قد أثر فيّ ألا يرعاني أحد في صغري، فقررت أن أبذل ما في وسعي لأعوض من يماثلني وأوفر له رعاية تعيينه لإظهار اختراعاته وعبقريته.



قصة البداية لمشروع رعاية المخترعين كانت في مدينة سيدني، في وسط وضغط أبحاث الماجستير، على ضفاف طريق الملك جورج المزدحم King George’s Road ، لقد أصر أبنائي (أكبرهم 13 عام في ذلك الوقت)، على أن أشارك في برنامج تلفزيوني لرعاية الموهوبين، وكانوا قد شاركوا ولم يحالفهم الحظ في ظهور أسمائهم أو قبول أفكارهم، ولم تذع أسمائهم – ولكن حسبهم أنهم شاركوا في هذا العمر- ضغطوا علي بشدة، خاصة الابنتان الكبيرتان (13 و 11 عاما) لأفعل ذلك. مع رشفات القهوة الصباحية ذات النكهة الصاخبة، كتبت على عجل فكرة مشروع تبني ورعاية المخترعين في عالمنا العربي، وسلمت كل شيء لابنتاي لإرساله، وانسحبت أتابع أبحاثي بهدوء.



بعد شهرين، حدثت المفاجأة لي ولأبنائي، تعالت صرخات البنيات من الدور السفلي (ذات يوم) وأنا في الطابق العلوي في منزلنا: "أن تعال أبي طلع اسمك في التلفزيون"، لقد قبل مشروعي من ضمن مئات الآلاف من المشاريع المرسلة للبرنامج، وذكر إسمي ضمن أربع اسماء فقط في الحلقة كنماذج للعقول والطاقات في عالمنا العربي، وأذكر أن الثلاثة الآخرين كانوا قاض من الجزائر، وأستاذ جامعي من مصر، و نسيت الثالث ربما من مصر أيضا، وأنا رابعهم، صرخت ابنتي بفرح شديد تناديني: "أبي أبي ظهر اسمك، وقبل مشروعك" نزلت من الدور العلوي وسمعت الحلقة فتيقنت حينها أنني بدأت مشواري الجميل مع المخترعين، ويا لها من مسؤولية. كانت هذه البداية فقط، وبداية لمشوار ومشروع شاق وكبير ومتعجرف ومتكبر لا يريد أن يستكين لي، فكلما روضته لطمني بقوة ،،، ليس بسبب تقصير مني، بل لأن مجتمعنا العربي لم يعرف الاختراع والإبداع ذلك الزمن، ما قصصته عليك حتى الآن، كان عام 1424هـ.



هيا نكمل واقرأ ما حدث معي: بدأت سفرياتي من سيدني للبنان، ثم السعودية لمصر والكويت وقطر والأردن وأندونيسيا وغيرها لأعرض مشروعي، ولك أن تتخيل حجم المأساة التي لاقيتها: ستة سنوات وأنا أطرد، ويُعرض عني الممولين وغيرهم، فأنا بالنسبة لهم مجنون يضيع وقته، وحسن النية منهم كان يواسيني ويقول لي: "أنك تفكر في المستقبل وتسبق زمنك والناس تفكر الآن، أنت في المستقبل ، فكيف يلتقي الحاضر مع المستقبل، إنه مستحيل يا باسم!"، يواسيني ويدعو لي. اتجهت للتجار والمؤسسات ثم القنوات الفضائية التي وضعت أمامي شرطا مؤلما! "أحضر تمويلا وأهلا بك!". واعجباه، أنا أطلب منكم التنفيذ فتلقون بعبئه علي.



للأمانة يجب أن أستثني قناتين، وهنا أوجه رسالة هي أهم ما في كلمتي هذه لكل مجد، ومبدع، ومثابر :"لا تيأس مهما نالك من لطم الآخرين"، حيث ما زلت أذكر كيف كان المتقدمون من أصحاب المشاريع يقفون في صف (طابور) ممل، وكلهم يتلقون نفس الإجابة من ادارة القناة: "أحضر تمويلك و أهلا بك"، هل لك أن تتخيل نفسيتي و أنا أسمع هذه الإجابة لجميع من وقف قبلي. جاء دوري وقابلت مديرا القناتين كل على انفراد.



قالا لي كل على حده، ولا يعرف أحدهما عن الآخر: "نوافق وسنوفر لك مبلغ أربع مائة ألف ريال لمشروعك الرائع وابدأ على بركة الله فورا"، أذكر ذلك عرفانا بجميليهما، ولكن يا قوم أحتاج أكثر من ذلك، لن يقوم البرنامج هذا المبلغ. لذلك يممت وجهي نحو قناة أخرى مشهورة، وحصلت على موافقة رئيسها في ثلاث دقائق وعند وصولي للمدراء طلبوا مني توفير ثلاثة ملايين ريال وأهلا بي. يا إلهي أحسست أنني في قمة الإحباط، ما هذه المصيبة الوقت يمضي! ولم يفهم أحد أن المخترعين بحاجه لرعاية غالية، وتأخر المشروع ثلاث سنوات أخرى بسبب الثلاثة ملايين المزعومة. أذكر قصصي ورحلتي للتحفيز وليس للتثبيط، لأني متأكد أن المخترع يواجه ما واجهت، لكن هناك ثمرة في النهاية، و ثمرتك السريعة بإذن الله هذا البرنامج، إنه منكم واليكم.



لاحقا بدأ المجتمع يعي فكرة الاختراعات بشكل جزئي، وظهرت إرهاصات مشابهة لمشروعي، وشعرت بالزمن يخطف المشروع مني، كانت معاناة شديدة. أخيرا، جاءت اللحظة الحاسمة والفرج من رب العالمين، إذ دعاني صديقي لي ليوم تعريفي لبرنامج الموهوبين وتشجيع الاختراعات في السعودية، كان يوما شاقا، خاصة الاختبارات الذي فرضتها الجامعة والجهة الراعية حيث طلبت من كل مشارك أن يسوق أفكاره أمام لجان التحكيم من رجال الأعمال المتمرسين الدهاة. قررت عندها أن آخذ التدريب والتسويق الوهمي بجدية شديدة وأن أسوق مشروعي وبرامجي جدياً، وفي 4 دقائق فقط حسب نظام المسابقة، عليك الحصول على موافقة أكبر عدد منهم لنجاح مشروعك وإمكانية تطبيقه، وبينما المتسابقين يحصلون على تقييم 2 أو 3 من 5، حصدت 4.5 من 5 الحمد لله، وبارك الله لنا، ووجدت الموافقات والتمويل في دقيقة واحدة، لا أمزح، دقيقة واحدة، من صديق ورجل مثل الرولز رويس رجل بعيد النظر من طراز خاص.



انتظر لا تفرح كثيرا و لا تستعجل، لم ننطلق بعد، استغرقت الترتيبات عاما كاملا، وأخيرا يتوج عام 1433هـ، وبعد بضعة سنوات من رحلة شاقة، تعرضت لحادث كسرت رجلي وألغي المشروع كليا. أتقصد أن أذكر التفصيل لأحفزك حيث يتعرض المرء منا لإحباطات مثل شوك القنفذ من كثرتها، لكن ثابر.



بعد 6 سنوات من التسويق المستمر نتحد مع شركة حلويات سعد الدين لاحتضان مخترعي بلادنا العربية الحبيبة، الآن انطلق المشروع الحمد لله سأقدم لك:



ترشيح تمويل ومشاركة لتبني اختراعاتك وابداعاتك الناجحة. إذا كان لديك أحد الثلاثة:



1. اختراع. 2. فكرة أو مشروع مبدع. 3. حل رائع لمشكلة في البلد أو المجتمع. سجل في الموقع واتبع الخطوات وسجل فكرتك، وأعدك أننا سندرسها ونصنفها وندعمك بقوة إذا ثبتت جدواها التجارية، ولا يفوتني أن أقول: "إن جميع الأفكار سوف تعامل بسرية ولن يطلب منك معلومات خاصة وسرية للفكرة أو المشروع"، بل مجرد شرح عام. يشارك في التقييم والتحكيم فريق كريم من المحترفين وفرتهم شركة حلويات سعد الدين بإشرافي.



شكراً لك شركة سعد الدين



يشاركني المسؤولية محكمين هم باقة في غاية الجمال من ورود الابداع، أحبهم وأدعو لهم من عظم المسؤولية التي ألقاها المشروع على كواهلهم .



تمنياتي لك أيها الأشوس، أيتها الشيهانة المحلقة بالنجاح معنا.



المشرف العلمي العام                               



باسم فؤاد الغلاييني                               



image