مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله بن محمد الملقب بالمجريطي

رياضي وفلكي وكيميائي أندلسي (950-1007 م) نسب إلى مكان ولادته ببلدة مجريط, ويقال أنها مدريد اليوم, درس الرياضيات والفلك وتفوق فيهما واعتبر إمام الرياضيين الأندلسيين في زمانه,، ولقب بإقليدس الأندلس, وكان محيطا بعلم الأفلاك وحركات الأجرام السماوية, كان يحب الأسفار حول العالم بحثا عن كبار العلماء للنقاش معهم في آخر ما توصلوا إليه, في الرياضيات والفلك بصورة خاصة, سافر إلى بلاد المشرق واتصل بعلماء العرب والمسلمين, ثم عاد إلى قرطبة, وبنى مدرسة تتلمذ فيها كبار علماء الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والكيمياء, وكانت مدرسته عبارة عن معهد علمي يضم العلوم البحتة والعلوم التطبيقية على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة.

تميزبدور ثقافي علمي قام به أثناء رحلته إلى الشرق ,حيث أدخل رسائل اخوان الصفا إلى لاأندلس مع مؤلفات عربية ويونانية في مواضيع الرياضيات والكيمياء,وهو القائل : (بأن الرياضيات ضرورة لفهم بقية العلوم), كما يمثل ثالث كيميائي في القرون الوسطى بعد جابر ابن حيان ,وأبو بكر الرازي, كما اهتم بالطبيعيات والحيوان وغيرهما, وعمل على شرح وتبسيط كثير منها, ويعتبر من نوابغ العلماء, وكان موسوعة زمانه, في جميع فروع العلوم, امتاز بالدقة وقوة الملاحظة بين علماء عصره, حرر علم الكيمياء من الخرافات والسحر والطلاسم التي كانت مسيطرة عليه آنذاك, كان له ريادة خاصة في حقل الكيمياء وقد قام بتجارب عدة حول الاحتراق والتفاعلات التي تنتج لبعض المواد من جراء ذلك, نال شهرة عظيمة بتحضيره أوكسيد الزئبق, بتسخين الزئبق نفسه ببطء, هذا بالإضافة إلى ضلوعه في علم المنطق ,والموسيقى.

لعل منأبرز أعماله : اعتباره لخط منتصف النهار(خط الطول صفر) مارا بقرطة بدلا من الموقع التقليديالوهمي (قبة الأرين أو الأريم أو قبة الأرض الافتراضية ما بين الهند والحبشة) وجدير بالذكر أن موقع غرينتش لا يختلف عن موقع قرطبة على خط الطول إلا أقل من خمس درجات موجبة : أي إلى الشرق, ولقد اهتم المجريطي بزيج البتاني وبزيج لخوارزمي وأعد عن الجدول الأخير جداول فلكية لم ينتبه فيها إلى أخطاء الخوارزمي ,ومع ذلك شكلت تلك الجداول أساسا للمؤلفات الفلكية في أوروبا الغربية , وفي هذه الجداول نقل المجريطي التقويم الفارسي إلى التقويم العربي الهجري وزاد جداول فلكية محسنة .

له مؤلفات عديدة, ولعل مصنفه بعنوان (الرسالة الجامعة) هو شرح وتعليق على رسائل اخوان الصفا, ولقد أتاح المجريطي بادخاله للمؤلفات وشرحه لها وتعليقه عليها فرصة جيدة للأندلسيين والمغاربة للاطلاع على علوم عرب المشرق , كما كان يمثل في الشرق نموذجا لعلماء الغرب العربي الإسلامي الأندلسي, كما أن له مؤلفات في الارياضيات والفلك, تشمل كلا من كتاب في تمام العدد والمعاملات , ويبحث هذا الكتاب في المعاملات المنطوية على مسائل رياضية ,وله كتاب (ثمار العدد) في الحساب ورسالة في الاسطرلاب ترجمها إلى اللاتينية : خوان هسبالنسس, وكتاب ( اختصار تعديل الكواكب) , وكتب شروحا لبطليموس, ترجمها عن العربية : رودولف البرجي, وله كتاب في الكيمياء عنوانه (رتبة الحكيم) كما أنله له كتابا بعنوان (غاية الحكيم) جرت ترجمته إلى اللاتينية في القرن الثالث عشر بأمر الملك ألفونس.