هو عز الدين أيدمر علي الجلدكي من علماء القرن الثامن الهجري, يقين تاريخ ولادته مجهول, توفي عام: 1341م,  كيميائي وفيلسوف إسلامي, ينسب هذا العلام إلى قرية من قرى خراسان القريبة من مدينة مشهد في إيران وهي قرية جلدك ,كان كثير التنقل بين القاهرة ودمشق , ويجمع العلماء في التاريخ أنه ينتمي إلى القطر المصري, كان يحب نشر العلم فكان بيته مفتوحا لطلاب العلم , وصدره واسع لمن يستفتيه بمسألة تتعلق بعلم الكيمياء, أو أي فرع من الفروع, اشتهر بسعة اطلاعه .

هو أول من توصل إلى طريق لفصل الفضة عن الذهب بواسطة حامض النيتريك , وقد أعاد اكتشاف هذا العالم الفرنسي : جوزف بروست, عا م1754م, وعمل الجلدكي بجد على تعميق المعرفة بالكيمياء كما تتسمت اعماهل المنقولة عن سواه من العلمءا بالدقة ولاأمانة مما جعل مثل هذه المؤلفات الأخيرة مصدرا هاما لدراسي تاريخ الكيمياء عند العرب حتى أيام الجلدكي,واستنتج من كل دراساته وأبحاثه أن المواد الكيميائية لا تتفاعل معبعضها البعض إلا بأوزان معينة, ومما لا يقبل الجدل أن هذه الفكرة هي بحد ذاتها أساس ابتكار قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيمياوي الذي ادعى ابتكاره جوزيف برواست وقد جاء بعد الجلدكي بخمسة قرون, كما أعطى الجلدكي وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيماوية, فهو بذلك أول من فكرة في ابتكار واستخدام الكمامات في معامل الكيمياء, كما درس القلويات والحامضيات وخواص الزئبق, وتطرق لصناعة الصابون وأهميته في التنظيف.

كتب عددا من المصنفات في الكيمياء منها: (كنز الاختصاص في معرفة الخواص) و(البدر المنير في معرفة أسرار الإكسير) و(البرهان في أسرار علم الميزان) ألفه في دمشق ,و (المصباح في أسرار علم المفتاح) و (نتائح الفكر في أحوال الحجر) وهنا يقصد حجر الفلاسفة الذي كان يعتبر وسيلة لتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وفضة,وقد وضعه في القاهرة ,وكتاب (بغية الخبير في قانون طلب  الإكسير ) و(التقريب في أسرار التركي) ويعتبر موسوعة كيميائية, و(نهاية الطلب في شرح المكتسب في صناعة الذهب) ويشكل هذا الكتاب وسابقه مرجعين وثائقيين للكيمياء عند العرب والمسلمين بحكم احتوائهما على نصوص منقولة, وللجلدكي شروح لمؤلفات لغيره مثل (غاية الشذور) ويشكل هذا العنوان إشارة إلى كتاب(نهاية الطلب), وهو شرح لكتاب أبي اقاسم العراقي (المكتسب في صناعة الذهب).