هو شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد اللواتي , المعروف بابن بطوطة, ولد سنة 703هـ في طنجة شمال المغرب وتوفي سنة 777هـ في مدينة فاس المغربية.

كان عالما طبيعيا واشتهر كونه أحد الرحالة العرب القلائل الذين جابوا مناطق عديدة من العالم وراء البحث عن المجهول وإماطة اللثام عن الحقائق, خرج  ابن بطوطة سائحا عام 725هـ وله من العمر 22سنة حيث وصل الإسكندية والقاهرة وحاول الوصول إلى مكة المكرمة عن طريق عيذاب فتعذر عليه ذلك, فعاد إلى مصر ثم سار إلى فلسطين فحلب فدمشق ومنها إلى المدينة المنورة ومكة, ثم زار مشهد الإمام علي كرم الله وجهه في النجف, ومنها إلى واسط والبصرة وقطع جبال خوزستان إلى أصفهان وشيراز, وعاد إلى الكوفة فبغداد فالموصل فديار بكر, وعاد إلى مكة وحج ثانية وجاء إلى عدن وعبر إلى أفريقيا, ثم عاد مرة أخرى إلى آسيا فزار بمبة وكلكتا ثم عمان وعبر مضيق البنغال وزار جزر جاوة وسومطرة ثم عاد إلى عمان وبلاد فارس وبغداد وتدمر ودمشق وحمص وحلب والقدس وحج مكة رابع مرة ثم عبر إلى تركيا وعبر مضيق البسفور إلى بلغاريا, ثم عاد إلى القاهرة ومن ثم إلى شمال السودان وبعد ذلك إلى فاس عن طريق جزيرة سردينيا. وهكذا قضى حوالي 24 سنة في التنقل والأسفار والرحلات الشاقة.

اهتم ابن بطوطة بالنباتات وبصورة خاصة في كتابه الذي ضمنه رحلاته وأسفاره الكثيرة المسمى (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وكان وصف ابن بطوطة للنباتات وصفا علميا دقيقا حيث وضعه المؤرحون العلميون في قمة علماء العصور الوسطى , لأنه عالم نبات عريق الفهم والإدراك وله باع طويل في دفع هذه العلوم إلى النضوج والتقدم, ولقد وصف ابن بطوطة الكثير والكثير من الأشجار, فوصف جوز الهند, وشجرة اللبان, ونبات التنبول, والفوفل, والكثير مما لا يمكن حصره.

وعندما وصل ابن بطوطة إلى جزيرة سيلان وصف العديد من الحيوانات الغريبة فقال: رأينا حيوانا عجيبا غريبا, وهو العلق الطيار ويكون بالأشجار والحشائش التي تقرب من الماء فإذا اقترب الإنسان منه وثب عليه فحيثما وقع من جسده خرج الدم الكثير, والناس يقدمون له الليمون يعصرونه عليه فيسقط عنهم ويجردون الموضع الذي يقع عليه بسكين خشب خصص لذلك.

وعندما وصل السودان تحدث عن حيوان فرس النهر, وتحدث عن الكركدن الهندي, ووصف ابن بطوطة الفيل الأبيض النادر أثناء زيارته لبلاد الهند, وعند مروره بجزيرة الكناري القريبة من المغرب العربي في المحيط ط الأطلسي ذكر شيئا عن أنواع امن القرود هناك, ولا أدري لماذا يزعم ابن بطوطة أن هناك دجاجا بحجم النعام في الوقت الذي أن أضخم أنواع الدجاج قاطبة هو الدجاج الصيني( كوجن) العملاق حقا ولكن لا يصل إلى حجم النعام, وعندما وصل ابن بطوطة مدخل الخليج العربي وصف أنواع الأسماك الموجودة هناك , الصغير منها والكبير, واعتبر ابن بطوطة السمك المعروف بالبوري بأنه حوت كبير, شاهده في المحيط الهندي عندما كان يركب البحر  في رحلته إلى الهند والصين, وذكر ابن بطوطة سمك السردين بالإسم بدون أن يصفه.