هو هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي المعروف باسم : أوحد الزمان, وقد اشتهر عند العامة باسم : البلدي, لأن مولده ببلد, ثم أقام في بغداد ولد في سنة 480هـ في أغلب الظن وتوفي بهمذان حوالي 560 هـ عن عمر يناهز الثمانين عاما, كان بن ملكا طبيب من سكان بغداد عرفه الظهير البيهقي بفيلسوف العراقيين, كان يهوديا وترعرع بين آل ملته وأسلم في آخر عمره, بعد أن كان متعصبا لليهودية,حتى صار حجة وإماما لعلماء المسلمين في العلوم التطيبيقية وكان في خدمة المستنجد بالله العباسي, وحظي عنده, واتهمه السلطان محمد بن ملك شاه, بأنه أساء علاجه فحبسه مدة.

كان من مساوئ ابن ملكا قبل اسلامه الكبرياء ,ولكنه تغير بعد الإسلام واتصف بصفات العلماء الحميدة كما كان حكيما, قال الكثير من الحكم والنصائح التي تناقلها الناس واحدا بعد الآخر, ولقد أصر ابن ملكا على الإسلام مع أن بناته الثلاث رفضن العقيدة الإسلامية وبقين على اليهودية كما أن بني جلدته عادوه.

ولقد لقي بان ملكا في حياته صعوبات كثيرة في صحته فقد فقد بصره في آخر عمره, وأصيب بأمراض كثيرة ولكنه صبر على ذلك, وكان يقضي معظم أوقاته في القراءة في مخطوطات الأقدمين في كافة العلوم وخاصة العلوم الطبيعية ,وعرف بسعة المعرفة وبلاغة اللسان وحدة القريحة , كما كان له اهتمام كبير بالطب منذ صغره حتى أنه كان يجلس عند باب كبير الأطباء في زمنه, يستمع لشرحه لطلابه كي يتعلم مهنة الطب, وكان من العلماء الذين اعتنوا بالأمراض النفسية وحاول جاهدا أن يعالجها بالطريقة النفسية التي أدهش بها علماء القرن العشرين, وكان مشهورا بجرأته في مداواة المرضى فكان لا يتردد في أخذ القرارات في إجراء العمليات الجراحية الخطيرة.

ويدهش مؤرخو العلوم من ثراء حياة هبة الله بن ملكا ومن عمق مصنفاته الضخمة الحافلة بالمتبكرات والنظريات العلمية التطبيقية تلك المؤلفات التي تعتز بها الحضارة الإسلامية, وكان له رحمه الله جهد في الميكانيكا, فتكلم عن أنواع الحركة, وعن كميتها وعن التساقط الحر للأجسام,ووضع قوانين للحركة, وأشار إلى تناسب القوة مع تغير السرعة بالنسبة للزمن, وهذا معنى قريب جدا من القول بتناسب القوة مع التسارع, كما وضع في مجال العلوم الطبيبة كتابا بعنوان: اختصار التشريح)