أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس:

رياضي وفيزيائي وطبيب وفلكي وجغرافي وفيلسوف عربي إسلامي (800-873م) يعرف في الغرب باسم (الكندس) ولد الكندي في مدينة واسط وهي تقع على نهر البصرة والكوفة, وكان قد أسسها الحجاج سنة 83هـ, وقد نزل الكندي البصرة وتلقى العلم والأدب ببغداد وكان يتمتع بمنزلة عالية عند المأمون وكذلك عند المعتصم وولده أحمد وقد كون في بغداد ( مدرسة المشائين)

, يطلق عليه لقب : فيلسوف العرب : لجمعه لفلسفات اليونان والهنود والفرس والعرب ,  اشتهر اسمه في عهد الخلفاء العباسيين: المأمون, والمعتصم والمتوكل, وكان أبوه: إسحق بن الصباح أميرا على الكوفة على زمن الخليفة المهدي وهارون الرشيد, وهو ينحدر من آباء كانوا ملوكا على كندة, أوعلى بني الحارث الأصغر في جنوب الجزيرة العربيةشخصية رسممية في بلاط هارون الرشيد.

قيل عنه: كان فاضل دهره, وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها, كتب في علوم مختلفة مثل: المنطق والفلسفة والهندسة والحساب والأرثماطيقي والموسيقى والنجوم وغير ذلك.

اشتغل الكندي بعلوم الحكمة والطبيعيات والرياضيات والفلك والطب , ولم تكن الطبيعيات على عصره منفصلة عن الفلسفة وإنما كانت الفلسفة مشتملة على العلم الطبيعي وعلى ما بعد الطبيعة , وقد صنف الكندي مؤلفات كثيرة كما أنه ترجم مؤلفات يوناينة عديدة, ولا غرو فهو أحد المترجمين الأربعة المشهورين وهم: حنين بن إسحاق, ويعقوب بن إسحاق الكندي, وثابت بان قرة الحراني, وعمر الفرخان الطبري)

تأثر الكندي بفلسفة أفلاطون وأرسطو, وكان يتبع أفلاطون في القضايا الروحية ويظهر استقلالا عن فلسفة أرسطو في موضوع الغيبيات ويؤيد فيثاغورس في تفسيره للعلوم ولقد كان الكندي ذا فكر نقاد, فاتجه إلى التجربة أكثر مما اتجه إليها أرسطو, وقد أجرى الكندي عمليات تبخر وتكثيف وكتب عن التقطير والتصعيد في كتابه المسمى (كيمياء العطر والتصعيدات) وكان الكندي من الرافضين لإمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب, ولكنه كان يؤمن بتأثير الكواكب على وجود الإنسان وسلوكه, كما كان يعتقد بكروية الكون وله في ذلك كتب ورسائل كثيرة.

خلف الكندي وراءه مجموعة هائلة من المصنفات في أغلب الفروع والمعرفة وقد أتى ابن النديم على ذكر ما عرفه منها في كتابه (الفهرست) الذي بيين أن مصنفات الكندي تبلغ 240 مصنفا ما بين كتاب ورسالة, وقد كتب في الفلسفة والمنطق, والحسابيات والكرويات والموسيقى والنجوم والهندسة والفلك والطب, والسياسة, وغيرها.

عرف الكندي في الغربوقد وقف علماء الغرب على أعماله المترجمة إلى اللاتنية قبل أن يكتشف عدد من كتبه في أصلها العربي بخزانة الكتب بإستانبول, ويبدو أن كتابه عن أنواع الجواهر الثمينة لم يصل إلى أيدينا بالرغم من أنه قد جاء ذكره على لسان البيروني, ويعد الكندي  واحدا من اثني عشرة شخصية تمثل قمة الفكر الإنساني ذلك بسبب ذهاب الكندي إلى القول : بنسبية الحواس, ويفسر الكندي أمر اللون بأنه ينشأ عن تواجد أو اختفاء نور الشمس أو موضع الظل, كما أنه يعزو زرقة السماء لمزيج ظلمة السماء مع ذرات الغبار والبخار وما شاكلها في السماء من الدقائق التي تستمد مظهرها المضيء من الشمس ومن ثم فإن الكندي يرى أن اللون لايوجد بحد ذاته وإنما هو ظاهرة يحس بها كنتيجة لتفاعل الظلمة والنور, كما قدم أبو يسف فيضا هائلا وتراثا عظيما في كل أنواع المعرفة, ويعد ضياع العديد من مؤلفاته خسارة حقيقية للبشرية.

استحق الكندي بغير منازع لقب (فيلسوف العرب) ولا عجب فهو الذي خلف وراءه أكثر من مائتين وأربعين مصنفا, ولقد كان يؤثر الحق والحقيقة على سائر الأمور, وهو الذي يقول: إن الفلسفة هي علم الأشياء بحقائقها , لأن كل شيء له حقيقة , وأن في معرفة الحق كمال الإنسان وتمامه.