كان رجل دولة وجغرافي وأديب إسلامي من أصل مجوسي فارسي, و كان والده حاكما تابعا للعباسيين على إقليم طبرستان جنوبي بحر قزوين, تلقى تعليمه على أيدي أدباء وعلماء , عمل صاحب بريد في نواحي الجبال في بلاد فارس, وقربه الخليفة المعتمد, ولذلك كان على اطلاع على الملفات (الأرشيفات) الحكومية. وضع عددا من المؤلفات ومازالت مخطوطاته الأصلية مفقودة, منها: (كتاب الأنواء) و كتاب ( المسالك والممالك) ولعله أول من استعمل هذا العنوان, فهو من الجيل الأول من الجغرافيين الإسلاميين, وقد أخذ عنه جغرافيون ,ومؤلفون كبار من أمثال معاصره : اليعقوبي, الذي لم يكن ميالا للعجائب, والمسعودي, وابن حوقل والمقدسي والجيهاني وابن رسته, والإدريسي والقزويني, وغيرهم, وقد أشار المقدسي إلى أن الجيهاني في كتابه, قد احتوى على جميع أصل ابن خرداذبة وبناه عليه. وبالرغم من أن مادة كتاب (المسالك والممالك) مقصودة لتعريف العمال وأصحاب المهام بأجزاء الدولة المختلفة وشبكات مواصلاتها, إلا أن كتابه كان مكونا من عنصرين غير منسجمين ولا متجانسين هما : عنصر غرائب وعجائب, وعنصر العرض الجاف الذي قامت عليه أهمية الكتاب, وقد تعرضت مادة ابن خرداذبة لإضافات من مؤلفين لاحقين بما في ذلك مواد محظورة وعجائب وغرائب, وقد تناول الكتاب المذكور, الجغرافيا الفلكية والنشاطات والتقسيمات الإدارية والاقتصادية والتاريخ ووصف الطرق ما بين بغداد وأجزاء الدولة الأخرى, وما بين العالم الإسلامي وما حوله, ومواد غنية أخرى, ولذلك يعتبر كتابه أول مصنف كامل يتناول الجغرافيا الوصفية.